Pages

مشكلة الحجاب.. مشكلة تسمية ليس إلا

مشكلة الحجاب.. مشكلة تسمية ليس إلا



إستند البعض فى أن الحجاب ليس ملزماً للمرأة إلى رأى الإمام محمد عبده الذى يرفض فيه الحجاب.. فى حين أن من استندوا لهذا الرأى لم يعودوا إلى ما كتبه الإمام محمد عبده من الأساس.

يقول الإمام محمد عبده فى فتواه.. والذى نشرها قاسم أمين فى كتابه "تحرير المرأة"
[[[لو أن فى الشريعة الإسلامية تقضى بالحجاب، على ما هو معروف الآن عند بعض المسلمين]]].
وفى موضع آخر يقول: [[[لكننا لا نجد نصاً فى الشريعة يوجد الحجاب على هذه الطريقة المعهودة]]].

لم يلاحظ أحد ما كتبه الإمام محمد عبد حين قال: (((الآن))) وكذلك (((المعهودة)))... فهو كان يقصد ما كان متواجداً فى عصره وهو غطاء الوجه وكانوا يسمونه حجاباً.

أما رأى الإمام محمد عبده فيتضح عندما نقرأ بقية فتواه حيث يقول:
[[[وحكم الوجه والكفين، أنها ليست بعورة معروف كذلك عند المالكية والحنابلة. ولا نطيل الكلام بنقل نصوص أهل هذين المذهبين.
ومما يروى عن عائشة، رضى الله عنها أنها قالت: "أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق، فقال لها: يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه".
وورد أيضاً فى كتاب (حسن الأسوة) للسيد محمد صديق حسن بهادر: "وإنما رخص للمرأة فى هذا القدر لأن المرأة لا تجد بداً من مزاولة الأشياء بيدها ومن الحاجة إلى كشف وجهها، خصوصاً فى الشهادة والمحاكمة والزواج، وتضطر إلى المشى فى الطرقات، وظهور قدميها، خاصة الفقيرات منهن".]]]

وفى موضع آخر: [[[والحق أن الانتقاب والتبرقع ليسا من المشروعات الإسلامية لا للتعبد ولا للأدب، بل هما من العادات القديمة السابقة على الإسلام والباقية بعده. ويدلنا على ذلك أن هذه العادة ليست معروفة فى كثير من البلدان الإسلامية وأنها لم تزل معروفة عند أغلب الأمم الشرقية التى لم تتدين بدين الإسلام.]]]

مما سبق يتضح أن مشكلة الحجاب الآن ليست إلا مشكلة تسمية.. فما إن رأى البعض رفضاً من الشيخ محمد عبده للحجاب حتى أخذوا يطالبون بكشف رأس المرأة.. ولكن الإمام محمد عبده لم يكن يتكلم عن الحجاب بمعنى (((غطاء الرأس))) ولكنه كان يتكلم عنه بمعنى (((غطاء الوجه))) فكان هذا هو السائد فى عصره.

لذلك فالأصح أن يتم تغيير المصطلح السائد إلى ((خُمار)) فالخمار فى المعاجم والقواميس العربية يعنى غطاء الشعر والرأس وهو مفرد (خُمُر) بضم الخاء والميم، وهى الكلمة التى وردت فى القرآن الكريم (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) [النور 31] أى غطاء الشعر مع وجوب تغطية فتحة الصدر عند المرأة.

●▬▬▬▬●۩۞۩●▬▬▬▬●
أشرف السيد الشربينى
الأحد 6 نوفمبر (تشرين الثانى) 2016