Pages

قائد الحرس الجمهورى.. الغلطة التى قسمت ظهر المشير


قائد الحرس الجمهورى.. الغلطة التى قسمت ظهر المشير

أشرف السيد الشربينى

هل تذكرون إنقلاب 15 مايو 1971م الذى قام بها السادات على رجال عبد الناصر الشرفاء والذى أطلق عليهم السادات لفظ (مراكز القوى)؟؟؟
أراد السادات أن يسير على خطى عبد الناصر بممحاه.. ليمحى كل آثاره التى تركها.. فكان من ذلك أن تمرد على رجال عبد الناصر المحيطين به.. فتمرد عليه رجال عبد الناصر.. فماذا فعل السادات.
قام السادات بإستدعاء (الليثى ناصف) وقام بتعيينه قائداً للحرس الجمهورى.. ثم طلب منه القبض على رجال عبد الناصر.. وبذلك إستطاع السادات الإنقلاب عليهم والتخلص منهم.
وبعدها بسنوات تخلص الرئيس السادات من (الليثى ناصف) فى لندن بنفس الطريقة التى ماتت بها الفنانة (سعاد حسنى) وفى نفس العمارة.

وتمر السنوات ويتكرر الموقف كما هو بالتفصيل.. مع فارق بسيط وهو أن رجال عبد الناصر الذى قام السادات بعمل إنقلاب ضدهم.. كانو شرفاء.
وقبل أن يتكرر الموقف.. مهد الإخوان لهذا الموقف.. بحشد الناس للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستور المكمل على إعتبار أنه لا يعطى للرئيس الحق فى تعيين وزراء فى الوزارات السيادية مثل الداخلية والإعلام.. فى حين أن تلك كانت دعاية كاذبة حول الإعلان الدستور.. ((الذى من الطبيعى لم ولن يقرأه أحد)) بدليل أن الرئيس قام بتغيير كل الوزراء.. عدا وزير الدفاع.. مثلما ينص الإعلان الدستورى المكمل (الذى لم ولن يقرأه أحد).

حيث يقوم الرئيس محمد مرسى بتعيين اللواء (محمد أحمد زكى) قائداً للحرس الجمهورى.. فكانت تلك الغلطة التى قسمت ظهر المشير.. حيث أنه من المفروض بموجب الإعلان الدستور المكمل.. فإن شئون القوات المسلحة من إختصاص المجلس العسكرى.. وبالتالى فلم يكن من حق الرئيس مرسى تغيير قائد الحرس الجمهورى.. ولكنه غيره.. فكانت غلطة المشير أنه سمح بأن يقوم الرئيس بهذا التغيير المخالف لنص الإعلان الدستورى.
وما حدث فى عهد السادات حدث مرة أخرى فى عهد مرسى.. فلم يتعلم المشير من درس السادات.. فقام الرئيس مرسى بإستدعاء (محمد أحمد زكى) قائد الحرس الجمهورى.. وطلب منه القبض على المجلس العسكرى.. ويبدوا من واقع الأمور أن اللواء العصار كان طابور خامس بالمجلس العسكرى.. بنقل تحركاتهم للرئيس مرسى.. حيث تمت مكافئته بأن أصبح نائباً لوزير الدفاع.

ثم تظهر أكاذيب ما بعد الإنقلاب بأن تذيع قناة (مصر 25) بأن سبب الإنقلاب هو أن الذين ماتوا فى أحداث سيناء لم يكن معهم ذخيرة.. وهو كلام لا يصدقه الطفل الصغير.. فقد كان رجال القوات المسلحة الذين يحرسون الإنتخابات.. يحمل كل منهم مشطين ذخيرة.. بكل واحد أكثر من ثلاثون طلقة.. فكيف يزودون من يحمون الإنتخابات ولا يزودون من يحمون الحدود؟؟؟؟؟... ثم أن الجناة سرقوا مدرعتين ليدخلوا بها الحدود الإسرائيلية... أليست هذه المدرعات فى حد ذاتها سلاح يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم؟؟؟؟
الواقع أن ما حدث فى سيناء كانت عملية غدر.. تمت فى وقت الإفطار بينما الجميع يأكلون.. ومن الطبيعى أنهم لم يأكلوا وهم يحملون السلاح.. فكانوا يضعونه جانباً.. بينما قام الجناة بالدخول عليهم.

أما عن الجناة فقد قالت القوات المسلحة.. وقالت أيضاً المخابرات الفلسطينية بأنه عناصر إرهابية من فلسطين.. فى حين نفى ذلك الإخوان وقالوا بأن الموساد الإسرائيلى هو من دبرها.. للوقيعة بين مصر وفلسطين.. ثم حدث بعد الإنقلاب الذى قام به مرسى بأن قال البعض بأن الإخوان هم دبروها.. ليصلوا إلى ما وصلوا إليه وهو الإنقلاب.
ورغم كل هذه التأويلات.. فأنا أرجح ما تقوله القوات المسلحة بأنها عناصر إرهابية من فلسطين.. وهذا ليس معناه الوقيعة بين البلدين.. فليس معنى أن يقوم قلة من الناس بعمل مثل هذا بأن نقاطع البلد الذى جاء منه هؤلاء الناس بأكمله.

أما الكذبة الأخيرة فهى ما صرح به اللواء العصار بأن إقالة المجلس العسكرى كانت بالإتفاق.. وهذا غير صحيح.. حيث أنه قد تم بالإنقلاب وليس بالإتفاق.. وتم وضع المشير وعنان تحت الإقامة الجبرية.


أما الكذبة القائلة بإن المشير وعنان تآمروا على قتل مرسى.. ما هو إلا مجرد تبرير جديد لعدم حضوره جنازة شهداء رفح.. والدليل على ذلك أنه لم يتم طرح هذه الفكرة إلا بعد الإنقلاب بأيام.. بعد أن تم الإعلان بأنه قد تم تكريمهم وتعيينهم مستشارين.. فإذا كنت كرئيس جمهورية تريد التخلص من المشير وعنان.. كان من الأفضل الإعلان منذ البداية أنه قد تم الإنقلاب عليه لأنه قد تآمر على إغتيال الرئيس المنتخب من الشعب.. وهنا سيجد الرئيس تأييد فى محاكمة فورية للمشير وعنان وإعدامهم.. أو حتى إعدامهم دون محاكمة.

مسلسل الأكاذيب مستمر.. فقناة (مصر 25) تعلن أن سبب الإنقلاب هو أن الذين ماتوا فى أحداث سيناء لم يكن معهم ذخيرة.. كما يعلن الأخوان أن سبب عدم حضور مرسى هو أن المجلس العسكرى كان قد دبر مؤامرة لإغتياله.. كما يعلن الإخوان أيضاً بأنه سيتم محاكمتهم (طنطاوى وعنان) بعد العيد.. فكيف يكونوا مقصرين فى أحداث سيناء بهذه الطريقة (وهو لم يحدث كما أوضحنا).. وكيف سيتم محاكمتهم بأن أن أعلنت الرئاسة تعيينهم مستشارين وتكريمهم وإعطائهم قلادة النيل.. التى هى أسمى وسام مصرى يمكن أن يحصل عليه أحد؟؟؟ كيف يقوم الرئيس بتكريمهم ثم محاكمتهم؟؟؟ وعلى أى أساس تم تكريمهم.. هل تم تكريمهم لمحاولتهم إغتيال الرئيس؟؟؟!!!! كلام غير منطقى.

فى النهاية.. سواء مؤيدين أو معارضين لهذا الإنقلاب.. فإن الميزة الوحيدة الواضحة به.. أنه لن يتحجج أحد بوجود المجلس العسكرى بعد الآن.. وبالتالى فالمسئولية كلها الآن على الرئيس المنتخب وحده.. فإن أوفى ببرنامجه الذى وعد أيدناه.. وإن لم يوفى.. خرجنا ضده.
أما عن المتحدثون عن ثورة يوم 24 أغسطس.. فليس وقتها الآن.. فالرجل لم يكمل المائة يوم التى وعد بها.. ولتكن أيضاً المائة يوم منذ يوم الإنقلاب الذى قام به وليس منذ يوم توليه.. أو يكون يوم 25 يناير من كل عام هو يوم محاسبة الرئيس.. إن أصلح أيده الناس فى ذلك اليوم.. وإن لم يصلح طالبناه بالرحيل.
●▬▬▬▬●۩۞۩●▬▬▬▬●
أغسطس (آب) 2012م