Pages

التعليم والعلم والطلبة وإللى بيتعلموه

التعليم والعلم والطلبة وإللى بيتعلموه


الباحث: أشرف السيد الشربينى
http://fad-fadah.blogspot.com


لماذا تدهور التعليم فى مصر؟
سؤال يتردد على لسان الكثير من الناس.. وأسباب المشكلة تكاد تكون معرفة.. ولكن لا أحد يقدم العلاج..
وإذا كنا سنجيب على السؤال السابق فإنه يجب علينا أولاً أن نجيب هذا السؤال الهام أولاً:


- لماذا أصبح التلميذ يكره التعليم؟


أصبح التلميذ يكره التعليم لعدة أسباب:
1- أصبح كتاب الوزارة عبارة عن حشو للمقررات داخل جلدتى كتاب, وذلك بسبب عدم إهتمام القائمين على التعليم بالكتاب المدرسى, فأصبح كتاب المدرسة ما هو إلا مصدر رزق (مصدر تحايل) من القائمين على الكتب المدرسية من أجل عمل هذه الكتب, والدليل أن كتب مادة الرياضيات فى المرحلة الإعدادية والثانوية يتم التلاعب بها كل عام ويتم نقل مجموعة من فصول كتاب صف دراسى إلى فصول كتاب صف دراسى آخر.. وهكذا حتى يقال أنهم قاموا بعمل كتاب جديد.. مع أن القانون بقول بأنه لا يجوز تغيير الكتاب المدرسى قبل مرور خمس سنوات على تدريسه, ويسأل البعض: لماذا لا تتم هذه التعديلات على مادة مثل اللغة الإنجليزية؟؟؟ والإجابة هى أن اللغة الإنجليزية يأتى منهجها من أمريكا ولا يمكن التعديل عليه بسهولة.
2- أصبح التعليم والتدريب النظرى والعملى كلاهما على الورق فقط, فقد قامت الوزارة بعمل نظام الإمتحان العملى لمادتى العلوم والحاسب, إلا أن الغريب هو أن الإمتحان لابد وأن يكون له إثبات بأنه قد تم عمله, والإثبات هو وجود ورقة إمتحانية بها سؤال أو نصف سؤال يقوم التلميذ بحله وفى الغالب يقوم المدرس بإملاؤه الإجابة على هذا السؤال.. وهكذا يكون قد تم الإمتحان.
3- أصبح التلميذ يكره التعليم لأن المدرس نفسه أصبح يكره التعليم, وذلك لأسباب عديدة منها: ( مشاغبة التلاميذ - مرتب لا يكفى المدرس لآخر الشهر - محاولاتى الوزارة الدائمة لإحباط المعلم والتقليل من شأنه)
4- عدم الترابط بين المواد وبعضها, حيث أن الترابط بين المواد يخلق نوع من التفاعل بين الطالب والمادة, حتى أن المادة الواحدة تكاد تكون غير مرتبطة ببعضها, فالمفروض فى مادة مثل اللغة العربية أن تكون التطبيقات النحوية والمظاهر البلاغية على النصوص التى يدرسها الطالب فى كتاب النصوص. كما أن المفروض أن تكون الجغرافيا والتاريخ فى مادة الدراسات الإجتماعية خادمين لبعضهما كأن يتم وضع الخرائط التوضيحية أثناء عرض المواضيع التاريخية, ودراسة تاريخ التغيرات الجغرافية.


هنا نتكلم عن النقطة الأخيرة (كيف تقوم الوزارة بإحباط المعلم والتقليل من شأنه؟):
أ- عندما تقوم الوزارة بجعل المدرس يؤدى إمتحان من أجل الزيادة فى الدرجة المالية والوظيفية.. أليس هذا تقليل من شأن المدرس أمام تلاميذه.. إن المدرس فى البداية والنهاية هو شخصية فإذا كانت هذه الشخصية تحكم سيطرتها على الفصل ويستطيع توصيل المعلومة الموجودة فى الكتاب فإنه يكون أفضل مئات المرات من المدرس الذى يجتاز إمتحانات نظرية فى التربية واللغة العربية والإنجليزية والمنهج الدراسى ولا يكون قادراً على السيطرة على فصل أو توصيل المعلومة إلى تلاميذه.. فلماذا تشترط الوزارة على المعلمين الذين تم التعاقد معهم أن يؤدوا إمتحانات تربوية؟؟؟ ولماذا لا تشترط هذا الشرط فقط على المتقدمين الجدد.. هذا إذا كان هذا الشرط له فائدة من الأساس.
ب- عندما تقوم الوزارة بعمل دفتر ملف تقويم لكل طالب.. فكيف يستطيع المعلم أن يقوم بوضع درجات أكثر من 40 طالب فى كل ملف دون أن يضيع وقت الحصة.. وبالتالى يكون على الأستاذ أحد أمرين: إما أن يقوم بتضييع وقت الحصة فى وضع الدرجات أو يقوم بفبركة درجات للطلبة سواء بأن يقوم هو بوضع الدرجة أو يطلب من كل طالب فتح ملفه على الصفة التى يتم فيها وضع الدرجة ويقوم الطالب بوضع الدرجة بنفسه سواء كانت الدرجة من إختيار الطالب أو أن يقول المدرس لهم بأن يعطى الفصل بأكمله لنفسه درجة معينة ويقومون أيضاً بالإمضاء بدلاً من المدرس. حتى أن الأنشطة نفسها التى من المفروض أن يقوم بها الطلبة لوضعها فى ملف يقوم بها أولياء الأمور من أجل توفير الوقت لأولادهم من أجل المذاكرة.. وقد يقوم بها المدرس نفسه.
ج- عندما تخترع الوزارة جماعات يقوم المدرس بإمساكها مثل: (جماعة الموسيقى - الكمبيوتر - البرمجة - الرسم - الزراعة - الصناعة - الوسائل التعليمية - مناهل المعرفة - المكتبة......إلخ).. والجماعة (طبعاً على الورق) يقوم فيها المدرس بعمل دفتر للجماعة ويضع فيها بعض أسماء الطلبة كأعضاء للجماعة التى يشرف عليها المدرس (وقد تكون أسماء وهمية ليس لها وجود أساساً فى المدرسة أو حتى خارجها).. ورغم أنها جماعة وهمية يتم عقد إجتماعاتها فقط على الورق إلا أنها أيضاً عملية تضبع من وقت الحصة ووقت المعلم.. ولا تترك له أى نوع من فترات الراحة ولو دقائق بين الحصص.. وكأن المدرس عبد عند الوزارة وليس موظفاً فى إحدى مؤسساتها.

أما عن التعليم الجامعى.. فقد ساء لأنه لا يوجد رقيب أو مراجع يراجع وراء دكتور المادة.. وخصوصاً فى تصحيح الإمتحانات.. فتجد طالب قد ذاكر جيداً وجاء بدرجات قليلة لأن خطه أو أسلوبه أو رأيه الشخصى عند عرض المعلومة لم يعجب الدكتور.. وآخر لم يذاكر بالقدر الكافى فيأتى بدرجات أعلى.. وهنا يحدث الإحباط عند الطالب الذى إجتهد وذاكر.. لأنه رأى من لم يذاكر قد حصل على درجات أعلى.
لماذا لا يكون هناك لجنة مراجعة للإمتحانات الجامعية تتطلع على تصحيح الإمتحانات حتى لا يتم ظلم أحد بسبب خط أو أسلوب أو رأى شخصى أو إختلاف فى وجهات النظر أوخلاف شخصى بين الطالب ودكتور المادة.

***
وتسألون عن العلم.. فيقولوا إسألوا الكراس
فهل أصبح العلم مقصوراً على الكراس
أم أنه أصبح فى الكراس حتى يـُداس
●▬▬▬▬●۩۞۩●▬▬▬▬●
الثلاثاء 31 أغسطس (آب) 2010م